يسلط هذا البحث الأضواء على التحولات العميقة في نظرية الأمن الإسرائيلي, واعادة قراءة الاعتبارات الأمنية والاستراتيجية في فترة الواقعة بين 2005 إلى 2008. في مقدمة البحث, يستعرض الباحث مشكلة البحث والأهداف والمنجية والمقومات والمحددات الهامة لنظرية الأمن الإسرائيلي تاريخياً, ثم ينتقل ليضع مفهوم الأمن في إطار نظري ومفاهيمي من خلال الرجوع إلى العديد من المدارس النظرية التي تعرضت بالتفصيل لموضوع الأمن مثل المدرسة التقليدية العسكرية والمدرسة الإستراتيجية المعاصرة, إضافة إلى المدرستين الاجتماعية والتنموية. من نتائج حرب لبنان التي خاضتها إسرائيل ضد حزب الله في عام 2006 تخلي إسرائيل عن خطة الفصل الأحادي الجانب التي نفذها شارون في غزة وشمال الضفة الغربية لان إسرائيل اعتبرت الاستمرار في عملية الانسحاب الأحادي ومن طرف يشكل هزيمة معنوية قاسية لإسرائيل في ضوء حرب لبنان الثانية, فضلاً عن إعادة التركيز الإسرائيلي على الوضعية الاستراتيجية الإيرانية في ظل الإصرار الإيراني لامتلاك قدرات نووية, لان إيران في حال امتلاكها لمثل هذه القدرات سيكون بمقدورها أن توازن إسرائيل في الأسلحة غير التقليدية وستجبرها على اقتسام الشرق الأوسط كمناطق نفوذ تابعة لهما.