نظرة عامة
لقد شهد القطاع المصرفي والمالي في العقدين الاخيرين تطورات كثيرة ولعل من أبرزها ظهور المنتجات المالية الاسلامية التي اصبحت تشكل بديلا ومنافسا عمليا قويا لصور الاستثمار والتمويل التقليدي، وهذه الثورة في التمويل والاستثمار يدلل عليها وجود المئات من المؤسسات المالية الاسلامية المنتشرة حول العالم حيث تتواجد فيما يزيد على الستين بلدا في الشرق الاوسط وجنوب اسيا واوروبا وامريكا وافريقيا واستراليا. وهذا الامر تدلل عليه الدراسات والتقارير الصادرة عن المجلات المتخصصة ومراكز البحث والجهات ذات الاختصاص حيث افادت دراسة منشورة في مجلة بيت المشورة العلمية المحكمة إن إجمالي قيمة الأصول المالية الكلية للتمويل الإسلامي على مستوى العالم يصل إلى مستوى 2.43 تريليون دولار وفق بيانات العام 2017 منها 1.72 أصولا للبنوك والصيرفة الإسلامية ويتوقع ارتفاع قيمة الأصول بواقع 56% إلى مستوى 3.8 تريليون دولار بحلول العام 2023 منها 2.44 تريليون دولار كأصول للمصارف الإسلامية.
يبلغ عدد العاملين في المؤسسات المالية الإسلامية حول العالم 250 ألف موظف أكثر من نصفهم يعمل بمنطقة الشرق الأوسط، كما أن 85% من هذه الكوادر ذات خلفيات مصرفية تجارية تقليدية لذلك ينبغي رفع درجة تأهيل العاملين وزيادة قدراتهم على إيجاد الفرص الاستثمارية وتنمية الموارد البشرية عبر وضع إستراتيجيات عامة.
اما على المستوى المحلي فان هناك العديد من المؤسسات المالية الاسلامية العاملة في الاراضي الفلسطينية والتي تسهم بشكل فعال بدعم عجلة الاقتصاد والتنمية وعليه تم تصميم هذا البرنامج ليكون محفزا ومعززا للعلاقة بين المؤسسة الاكاديمية والقطاع الخاص وتحديدا المؤسسات المالية الاسلامية وبمعنى اخر تعزيز العلاقة بين النظرية والتطبيق وترشيد الاعمال التمويلية بالقيم الاخلاقية التي تعتبر الشريعة الاسلامية مصدرها الاساسي، ونقل التجارب العملية في البلدان الرائدة في المالية الاسلامية الى فلسطين والدول العربية. وحيث أن التمويل الاسلامي التطبيقي يمثل أهمية كبيرة لشريحة مهمة في المجتمع الذي يمثل قطاع المال والاعمال، وبالتالي سيوفر هذا البرنامج فرص عمل في القطاع الاقتصادي من هنا جاءت فكرة برنامج ماجستير في التمويل الاسلامي التطبيقي، فهو البرنامج الوحيد المتخصص في التمويل الاسلامي التطبيقي في الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية، وهذا يمنح الجامعة العربية الامريكية ميزة على الجامعات الاخرى.
