أعلنت الجامعة العربية الأمريكية في جنين عن انطلاق مشروع تطوير برامج تعليم الرياضيات في الجامعات الفلسطينية، وذلك خلال حفل نظمته الجامعة بالشراكة مع الجامعة الإسلامية في غزة وجامعة القدس أبو ديس، بهدف تطوير قدرات مدرسي الرياضيات في المدارس والجامعات الفلسطينية والمساهمة في تحسين نوعية التعليم في فلسطين.
وفي كلمة الجامعة العربية الأمريكية رحب الدكتور زكي صالح نائب رئيس الجامعة لشؤون التخطيط والتطوير بالحضور، وأكد على دور الجامعة في دعم وإنجاح المشروع كما تحدث حول نشأة الجامعة العربية الأمريكية ودورها في بناء علاقات شراكة وتعاون مع الجامعات الفلسطينية في مجالات البحث العلمي وتنفيذ المشاريع التطويرية وتبادل أعضاء الهيئة التدريسية وتطوير العملية التعليمية بشكل عام.
وقال الدكتور صالح: قد نختلف في تعريف الطريقة الأمثل في العلمية التربوية أو أي الجامعات أفضل تصنيفا أو من يطرح البرنامج الأقوى والأفضل ولكن نتفق جمعيا على حقيقة واحدة وهي أن قطاع التعليم في فلسطين يمر في واحدة من اخطر الأزمات ومازال يسير باتجاه غير مطمئن، مؤكدا على أن عدد كبير من الطلبة الملتحقين في التخصصات المؤدية إلى مهنة التعليم خاصة الذكور منهم يأتون بخلفية ضعيفة في معظم الجوانب وحريصون على تحصيل الدرجات العلمية أكثر من حرصهم على تطوير مهاراتهم العلمية والتربوية، مشيرا إلى أن أربع سنوات من الدراسة الجامعية قد لا تستطيع إصلاح أوجه القصور مما يؤدي إلى تخريج معلمين بمستوى اقل من المطلوب في موضوع التخصص ولا يمتلكون المهارات المناسبة للتعليم.
وأكد انه استنادا إلى ما آلت إلية العملية التعليمية والتربوية فان وزيرة التربية والتعليم قامت بالعمل مع صندوق تطوير الجودة والجهات المانحة لتخصيص الدورة الحالية في مشروع التعليم العالي لتطوير البرامج المؤدية إلى مهنة التعليم من خلال التنافس على تنفيذ مشاريع مبنية على شراكات لتطوير البرامج التعليمية في تسعة مواضيع أساسية، مشيرا إلى انه وفي هذا السياق قامت الجامعة ببناء شراكات مع عدد من الجامعات الفلسطينية لتقديم عدد من المشاريع.
وقدم الدكتور اشرف الميمي مدير صندوق تطوير الجودة لمحة عن صندوق تطوير الجودة مشيرا انه يعتبر العنصر الثالث من مشروع التعليم العالي والذي بدأت فعالياته في منتصف العام 2005 بتمويل من البنك الدولي والاتحاد الأوروبي بقيمة 11 مليون دولار، مؤكدا أن من أهداف الصندوق تطوير وتعزيز برامج الشراكة في التعليم العالي وتأكيد الجودة والعمل على بناء نظم إدارية سليمة وقوية تعمل على رفع كفاءة الخريجين وربطهم بسوق العمل بالشكل الصحيح.
وأكد الدكتور الميمي على انه تم الانتهاء من تنفيذ 45 مشروعا في الجامعات والكليات الفلسطينية ضمن خمس دورات متتالية، مشيرا إلى أن النتائج أظهرت أن أكثر من 70% من هذه المشاريع حققت جميع أهدافها وكان لها أثرا واضح على سوق العمل وأدت إلى تعزيز روح التعاون بين مؤسسات التعليم العالي من خلال الشراكة فيما بينها.
وتحدث الدكتور عبد الرحمن أبو لبدة عميد كلية العلوم والآداب في الجامعة العربية الأمريكية حول أقسام وتخصصات الكلية المختلفة والبرامج الأكاديمية التي تمنح درجة البكالوريوس ودرجة الماجستير، مؤكدا أن الجامعة حريصة على استقطاب أعضاء هيئة تدريس والعمل على إنشاء وتجهيز المختبرات وتوفير احدث الأجهزة وتطوير المكتبة والشراكة مع مختلف المؤسسات والجامعات في سبيل خدمة طلبة الجامعة وبهدف تخريج طلبة من أصحاب الكفاءات القادرة على خدمة مؤسسات وطنها مستقبلا.
وبدوه أثنى الدكتور غسان سرحان عميد كلية العلوم التربوية في جامعة القدس أبو ديس على الشراكة التي تربط جامعة القدس بالجامعة العربية الأمريكية، مؤكدا على تنفيذ العديد من المشاريع والبرامج بين الطرفين والتي حققت نجاحا ملفتا، كما أعطى لمحة حول فكرة تأسيس جامعة القدس أبو ديس ومراحل تطورها وأهمية مراكزها المنتشرة في العديد من المناطق الفلسطينية بهدف تسهيل الالتحاق بها وتوفير خدماتها التعليمية لكافة الطلبة الفلسطينيين، مطالبا بالتركيز على تخصص الرياضيات في المدارس والجامعات من خلال تأهيل المعلمين والمدرسين.
وفي كلمته تحدث الدكتور عليان الحولي عميد كلية التربية في الجامعة الإسلامية في غزة من خلال تقنية الاتصال المرئي حول ايجابيات مشروع تطوير برامج تعليم الرياضيات في الجامعات الفلسطينية والمتمثلة في إستراتيجية التواصل بين التربويين الفلسطينيين وتعزيز البنية التحتية لكليات التربية وتطوير كفاءة أعضاء هيئات التدريس والتواصل مع الجامعات العالمية كما قدم موجزا حول التخصصات والبرامج الأكاديمية الموجودة في الجامعة الإسلامية وطالب بالاهتمام بتحسين مخرجات كليات التربية بهدف تطوير أداء الهيئات التدريسية.
وخلال اللقاء قدمت الدكتورة رولا جاد الله مديرة وحدة المشاريع في الجامعة العربية الأمريكية ومديرة مشروع تطوير برامج تعليم الرياضيات في الجامعات الفلسطينية عرضا للمشروع تناولت فية الإستراتيجية الوطنية لتأهيل المعلمين والمتمثلة في الحاجة إلى تطوير نوعية التعليم في فلسطين، ووجود سياسات صريحة ومعلنة حول إعداد المعلمين وتطورهم المهني المستمر، والتفاوت الكبير في كيفية إعداد المعلمين ودعم تطورهم المهني بين المؤسسات المختلفة، والحاجة إلى تطوير مقدرة وزارة التربية والتعليم العالي على إدارة نظام تأهيل المعلمين.
كما أوضحت خلال عرضها للمشروع أهمية وجود تأهيل أكاديمي مهني لكل من معلمي التربية الخاصة والمختصين بالتوجيه والإرشاد والمدراء والمشرفين التربويين، وضرورة تطوير مؤسسات التعليم العالي من خلال تطوير الموارد البشرية والمادية وتطوير برامج جديدة وتعزيز الأبحاث والتعاون وتبادل الخبرات.
وحول مهنة التعليم استعرضت الدكتورة جاد الله أهمية تحسين ظروف العمل ودراسة إمكانية رفع رواتب المعلمين، وتطوير سلم وظيفي للمهنة بحيث يكون هناك تصنيف كمعلم جديد، معلم، معلم أول، معلم خبير، وتحديد معايير للمعلمين ومنح رخصة مزاولة المهنة وتطوير عملية اختيار وتعيين المعلمين.
وأكدت على أن الأهداف الخاصة للمشروع تتمثل في ضرورة تطوير قدرات أساتذة تعليم الرياضيات في الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وإعداد أهداف ومخرجات التعليم المقصودة لبرنامج إعداد معلمي الرياضيات في الجامعات الفلسطينية بما يتوافق مع الاستراتيجية وتحسين كمية ونوعية التربية العلمية وتطوير الموارد المادية في هذه البرامج ووضع اسس لضبط الجودة وتعزيز الياتها.